سيول وانجرافات تُحاصر السكان نواحي تارودانت .. والساكنة تستغيث

سيول طينية تُحاصر الآلاف نواحي تارودانت .. والساكنة تستنجد
أطلق أحمد أونجار بلكرموس، رئيس جماعة "إيمولاس" القروية نواحي تارودانت، نداء عبر هسبريس قصد التدخل لفك العزلة عن أزيد من خمسة آلاف مواطن تابعين لجماعته القروية حاصرتهم السيول الطينية الناجمة عن تهاطل أمطار رعدية زوال الثلاثاء.
وقال رئيس الجماعة في اتصال بهسبريس إن قمة "أوليم" الجبلية والتي تبعد حوالي 50 كيلومتر عن مدينة ترودانت شهدت تساقطات مطرية قوية أدت الى إنجراف التربة لتي هدمت بعض القناطر وأغلقت الطرق في وجه ساكنة جماعة قروية تتكون من 49 دوارا.
السيول، التي أحدثت عمقا في الأرض وصل الى 20 سنتيمترا، أرهبت ساكنة المنطقة وجعلتهم في حالة هلع شديد، حسب شهود عاشوا تفاصيل الكارثة، إذ قال أحد المواطنين في حديثه لهسبريس "إن كَمَّ الأحجار والتربة التي حملتها السيول أرعبتنا.. فلم يسبق لنا أن شاهدنا مشهدا مماثلا في حياتنا"، كما أسقطت عددا من البيوت التي ترجح مصادر جماعة "إيمولاس" أن تكون بين ثمانية الى عشرة بيوت نصفها من المنازل التقليدية الطينية التي لم تسطع الصمود أمام المياه الجارفة.
على مستوى الخسائر البشرية ما يزال أحد الشباب البالغ من العمر 30 سنة مسجلا في عداد المفقودين حيث قال رئيس الجماعة ان المفقود يعاني من إعاقة ذهنية كما يعاني من صعوبات على مستوى السمع.
ثلاثة أطفال كانوا يرعون الأغنام سجلوا أيضا في عداد المفقودين إلا أن مغيب الشمس حمل بشرى سارة لأهاليهم حيث عاد الاطفال الى قريتهم بخسائر سجلت في صفوف الماشية التي ضاع جلها بسبب الامطار.
الجماعة تتوفر على جرار واحد وشاحنة واحدة بالإضافة الى بعض الآليات البسيطة وهو ما دفع برئيس الجماعة الى مناشدة السلطات الجهوية والاقليمية وخاصة مديرية التجهيز للتدخل بآليات قادرة على إصلاح الطرق الرئيسية والثانوية المتضررة والتي تعتبر شريان حياة بالنسبة لعشرات الدواوير المعزولة تماما عن العالم الخارجي.
رئيس الجماعة أضاف عبر هسبريس، أن ما يضاعف المعاناة هو انقطاع التيار الكهربائي وتضرر السواقي التي تمد السكان بمياه الشرب مما سيضاعف معاناة الساكنة في الساعات القادمة.
هذا وخلفت العواصف الرعدية التي عرفتها بعض المناطق الجبلية بإقليم تارودانت، يوم الثلاثاء، مصرع شخصين، وعزل عدد من الدواوير، فضلا عن إلحاق أضرار ببعض المنازل والمنشآت المائية وانقطاع التيار الكهربائي.
وعلم لدى السلطات المحلية، أن هذه العواصف، التي سجلت ابتداء من الساعة الخامسة بعد زوال الثلاثاء، تسبب في مصرع شخصين، الأول بدوار (ارنكان) بجماعة إيمولاس قيادة تملوكت، بعدما جرفته مياه الفيضانات، والثاني بدوار (انومس) بجماعة اميلمايس (قيادة اركانة) إثر سقوط حائط بسبب الأمطار القوية والرياح.
وأضاف المصدر ذاته، أن العواصف أدت أيضا إلى عزل 17 دوارا بجماعة (ايمولاس)، وانهيار ثلاث منشآت مائية شبه مغمورة بالجماعة نفسها، وعزل ستة دواوير بمنطقة تكركوت بجماعة اميلمايس، بالإضافة إلى انهيار جزئي لمنزلين ترابيين بدوار تيزرت، ومنشأة مائية شبه مغمورة بالجماعة ذاتها.

0 comments:

إرسال تعليق

 
. © جميع الحقوق محفوظة